كثر القيل والقال حول مشروع المدرسة الرائدة بالمغرب الذي أنزله وزير التعليم السيد شكيب بنموسى لاصلاح منظومة التعليم، فهناك من يعارض المشروع بحجة أن كل حكومة تأتي بمشروع جديد لاصلاح التعليم لكن هذا الإصلاح لا يتم وما يتم هو تبذير المال العام في هذه المشاريع، بالاضافة إلى إعطاء فرصة للمسؤولين بسرقة أمواله، في المقابل نجد من يرحب بهدا المشروع الجديد الذي قد يعود بالنفع على المدرسة العمومية يقوم باصلاح منظومة التعليم وحل جميع مشاكلها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما رأي الأساتذة الممارسين حول المدرسة الرائدة والطرق والممارسات الجديدة التي يتم اعتمادها في التدريس ؟
نجد حتى في صفوف الاساتذة الممارسين آراء مختلفة حول مشروع المدرسة الرائدة بحيث هناك من يأكد بأن المدرسة الرائدة ستحل المشاكل التي تعاني منها المنظومة التعليمية خصوصا في مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية بالتعليم الابتدائي، الرأي الآخر يقول بأن هذا المشروع كغيره من المشاريع السبقة التي أتت بها الحكومات السابقة وأهدرت الكثير من الاموال دون أن يعود بالنفع على أبناء الشعب و الدليل هو التصنيف المتدني للمغرب في التعليم بين دول العالم.
أنا كأستاذ ممارس أرى أن المدرسة الرائدة ناجحة في المغرب وستقوم بإصلاح المنظومة التعليمية وستححق الأهداف المتوخاة منها لكن بشرط أن تستمرة الوزارة الوصية بتنزيل هذا المشروع كما تم التخطيط له، ويقوم كل متدخل بدوره على أكمل وجه خصوصا في مرحلة التعميم، لأن المدرسة الرائدة تستهدف المتعلم بالدرجة الأولى من خلال تقديم الدعم في بداية السنة الدراسية لمدة شهر وهذا الدعم يكون وفق المستوى المناسب لكل فصل دراسي في كل من مواد اللغة الفرنسية واللغة العربية والرياضيات، الهدف من هذا الدعم المكثف هو معالجة التعثرات المرتبطة بالتعلمات الأساس في القراءة والحساب اللذان يعتبران المشكل العويص لدى المتعلم خصوصا عندما تتراكم هذه التعثرات من سنة لأخرى، ثم هناك الدعم المؤسساتي المؤدى عنه الذي يستهدف المتعثرين في المواد الاساسية السالفة الذكرعلى عكس المدرسة غير الرائدة التي تقوم بالتقويم التشخيصي ثم المرور إلى اسبوع من الدعم الذي لا يترك أثرا ايجابيا حسب الأساتذة الممارسين. بالإضافة إلى تأهيل المؤسسات بالمعدات والأجهزة اللازمة و تكوين الأطر التعليمية مما ينعكس ايجابا على مردودية المتعلم.
حسب تجربتي في المدرسة الرائدة بالتحديد في مادة اللغة الفرنسية التي يعاني من مشاكلها جل المتعلمين المغاربة فإن هذه المقاربة فعالة جدا خصوصا وأن الدروس يتم تقديمها للأستاذ معدلة في ملف ppt بطريقة ميسرة بحيث يعرضها الاستاذ باستعمال المسلاط والحاسوب للمتعلمين، وكما نعلم أن استعمال الموارد الرقمية تثير انتباه المتعلمين مما ينتج عنه تحقيق الاهداف المرجوة من هذه الدروس، وحسب تجربتي فإن الطريقة التي يتم تحضير بها الدروس جد فعالة خصوصا وأنها تتناسب مع مستوى المتعلمين المتعثرين التي تنقلهم من الاسهل إلى الأصعب وفق مبدأ التدرج.